الشكر لله على النعم، يعتقد الكثير منا أننا قد نؤديه باللسان وحسب؛ ولكن الحقيقة أن الشكر لله له أركان وشروط، فترى ما هي وكيف يكون شكر النعم باللسان والقلب والجوارح؟، وماذا قال الرسول عن النعمة؟، كل هذا واكثر سنتدارسه سويًا اليوم لنتعلم كيف يكون الشكر لله على الوجه الذي يليق بجلال وجه وعظيم سلطانه.
تفسير الشكر لله على النعم
أن الله جعل الشكر في الاسلام ليقر الإنسان بالنعم والإحسان والجميل، ولأن الله سبحانه وتعالى أسبغ علينا الكثير من النعم، والتي لا تتوقف على نعم الدنيا وحسب بل نعمه علينا مستمره في الدنيا والآخرة. لذلك من الواجب علينا أمن نعرف كيف نرد حق الله علينا بالاعتراف بها وشكره عليها حسن الشكر.
ايه او حديث عن حفظ النعمه؟
في البداية يجب أن نعلم بأن الله سبحانه وتعالى أوجب علينا الشكر لله على النعم، وذلك في قوله تعالى “ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علو ولا هدى ولا كتاب منير”.
ماذا قال الرسول عن النعمة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم”، أي لا انظروا لحالكم في الدنيا من نعم على من هو أقل منكم رزقًا ونعمًا، حتى يتمكن قلبك من شكر الله عز وجل على نعمه دون سخط أو تذمر على ما رزقك به.
لكن الحال مختلف في الدين، فعليك دائمًا النظر لمن هو أفضل منك عملًا لتعلم أنك ما أتيت بأفضل ما أوتى، فتبذل قصارى جهدك لرضى الله عز وجل لتنال منزلة أفضل من الإيمان والأجر عند الله عز وجل، فيزيدك الله من نعم الإيمان في قلبك.
كيف يكون الشكر على النعم؟
أنواع الشكر لله على النعم يكون على ثلاثة أقسام وهم: شكر القلب، وشكر اللسان، وشكر الجوارح وهو أصعب أنواع الشكر فحينما يقر القلب بحمد الله ويشكره اللسان. يؤكد الإنسان شكره لله عز بحرصه على العمل الصالح والإخلاص لرب العزة سبحانه. إقرارًا منه بعظمة الله ونعمه عليه.
كيف يكون شكر النعم باللسان والقلب والجوارح؟
- الشكر بالقلب: يكون بإقرار النعم وأن الفضل يرجع لله عز وجل وحده، أما ما يقدمه الخلائق لك فما هم إلا سبب سخره الله لك، لييسر لك الخير ويكرمك بنعمه وفضله سبحانه.
- الشكر باللسان: يكون الشكر لله على النعم بذكر الله والحمد الدائم بالذكر والدعاء لله سبحانه وتعالى، على شريطه أن يقر القلب به ومؤمنًا به قبل اللسان. فعن عمر بن عبد العزيز(رحمه الله) أنه قال: تذاكروا النعم ، فإن ذكرها شكر. وقد قال أبو عبد الرحمن الحبلى رحمه الله: إن الرجل إذا سلم على الرجل، وسأله كيف أصبحت؟ فقال له الآخر: أحمد الله إليك، قال: يقول الملك الذي عن يساره للذي عن يمينه: كيف تكتبها؟ قال: أكتبه من الحامدين. فكان أبو عبد الرحمن إذا سئل: كيف أصبحت؟ يقول: أحمد الله إليك والى جميع خلقه.
- الشكر بالجوارح: وهو الشكر الذي يؤكد شكر القلب واللسان، فشكر الله
يجب أن يتبعه الأتيان بما يحبه الله عز وجل، والبعد عن كل ما يغضبه،
فقد قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”، فيجب أن تنفق من نعم الله عليك وأن تتحدث على نعم عليك لقوله تعالى”وأما بنعمة ربك فحدث”، وأن تجتنب معاصي الله وتأتي بما أمرك به من فرائض وأن تحرص على أداء النوافل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، ويقول: “أفلا أكون عبدا شكورًا؟”.
فضل الشكر والشاكرين ومنزل الشكر في الإسلام؟
هناك الكثير من الفضائل والفوائد التي بها من الشكر لله على النعم، والتي نذكر منها ما يلي:
- تذكر أن من أسماء الله سبحانه وتعالى الشاكر والشكور، فقد قال تعالى: ” ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم” سورة البقرة: 158.
- إن من صفات الأنبياء شكر الله سبحانه وتعالى، بل هم سادات الشاكرين لكونهم قاموا بشكر الله على نعمه باللسان والقلب والجوارح، قال تعالى: “إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين* شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم”.
- لا تعتقد بأن شكر الله من الأمور المستحبة وحسب، بل أن شكر الله على النعم من الأمور الواجبة على كل مسلم، وإن عدم الشكر هو كفر النعم وجحودها، وذلك لقوله تعالى “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون”.
- أن المؤمنين هم الدائمون على شكر الله وحمده، فهم في السراء والضراء يحمدون الله، ويؤدون الشكر لله على النعم بالقلب واللسان الجوارح. فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم” عجبًا لأمر المؤمن أن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء فكان خيرًا له”.
- للفوز برضى الله عز وجل عنك، فعليك الحرص على أن تكون عبدًا شكورًا، لقوله تعالى: ” وإن تشكرون يرضه لكم”.
- سببًا لزيادة عطاء الله لك، فشكر الغني الكريم عنك سيكون مضاعف عما قدمته له من عرفان بالجميل والإحسان، وذلك لقوله تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم”.
- عليك أن تؤدي الشكر لله على النعم لتأمن غضبه وعذابه، لكون شكر الله سبحانه وتعالى يرضيه عنك لاعترافك بنعمه وحفظك لها بشكره بالقلب واللسان والجوارح، لذلك قال تعالى: “ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم”.
- أما إن كنت من أهل الشكر فأن الله سبحانه وتعالى سيختصك بكرم وخير الجزاء في الآخرة، لقوله تعالى: “سنجزي الشاكرين”.
ما هي أعظم نعمة أنعم الله بها علينا؟
هل هناك اكثر من نعمة تستحق الشكر لله أكثر من نعمة الإسلام، لينجيك ويصطفيك في الدنيا والآخرة.وذلك لقوله تعالى: ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”، ثم يليها الصحة والعافية وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “ما أُوتي أحد بعد اليقين خيرا من معافاة”.
هل الشكر لله فقط؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا يشكر الله من لا يشكر الناس”. فشكر الله على النعم مشروط بشكر الناس، عرفانًا لهم ولمعروفهم معك، وأنهم كانوا سببًا سخره الله إليك ليسغ نعمه وفضله عليك.
في نهاية مقالنا اليوم عن الشكر لله على النعم، وبعد أن تطرقنا سويًا لمعرفة كيف يكون الشكر على النعم؟، وما هي أعظم نعمة أنعم الله بها علينا؟، نختم حديثنا اليوم بقول مطرف رحمه الله: ” لأن أعافى فأشكر، أحب إلى من أن أبتلى فأصبر”، فسارع دومًا بشكر الله على نعمه لتأمن من غضبه وإبتلائه عليك.
المصادر والمراجع المعتمدة لهذه المقالة
https://shamela.ws/book/98087/283#p1